آخر أخبار من "صوت بلادي"


صوت بلادي
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- صوت بلادي
الخرافة في العقل العربي بقلم عوني سيف
الخرافة في العقل العربي بقلم عوني سيف في العالم العربي والإسلامي، تعتبر الخرافة واحدة من العوامل التي تسيطر على العقل العربي و على بعض رجال الدين الإسلامي و بعض المسيحي أيضاً. تعتبر الخرافة مجموعة من الاعتقادات والأفكار غير المبنية على البراهين العلمية والمنطقية. يمكن أن تنشأ الخرافة من التقاليد الثقافية القديمة أو من الديانات والمعتقدات الدينية التي فهمها البعض بأسلوب خاطئ. تعتبر الخرافة عاملا مؤثرا في العقل العربي و في رجال الدين ، حيث تكون لها تأثير كبير على نظرتهم للعالم والحياة. قد تؤثر الخرافة على قراراتهم وأفعالهم، وقد تؤدي إلى تشكيل مواقفهم وآرائهم بشكل غير منطقي. من الأمثلة الشائعة على سيطرة فكر الخرافة على العقل العربي، هي الاعتقاد بالسحر والعين والجن وغيرها من القوى الخارقة للطبيعة، و أن الله سخر الدول الغربية ذات التقدم و العلم الحديث لكي تكون إنجازاتها العلمية في خدمة العرب و المسلمين ،و يمكن أن يؤدي هذا الاعتقاد إلى فجوة في الوعي العربي الذي بات مستهلك لكل إنجازات الحضارة الغربية و أضحي لا يفكر في المساهمة في الحضارة و العلم الحديث. ومن الواضح أن سيطرة فكر الخرافة تؤثر على تقدم المجتمع والفهم الصحيح للعلوم والتكنولوجيا. إذ إن الاعتقاد بالخرافة يمكن أن يمنع الناس من اتخاذ القرارات الصحيحة والمبنية على البراهين العلمية، ويمكن أن يؤدي إلى تعطيل التطور والابتكار. من الضروري أن يتم التوعية بأهمية التفكير العلمي والمنطقي، وضرورة التحلي بالاستنتاج الصحيح قبل اتخاذ أي قرار. يجب تشجيع رجال الدين والعقلاء على التحلي بالعقلانية والتفكير النقدي في جميع الأمور، وعدم الانغماس في الخرافة والأفكار السلبية. من المهم أن ندرك أن الدين الإسلامي نفسه يدعو إلى التفكير العقلاني والاستنتاج الصحيح، ويحث على البحث عن العلم والمعرفة في جميع المجالات.و ذلك لأن الله سبحانه وتعالى قد ذكر في القران الكريم مرات عدة يحث الناس أن يتفكرون و يعقلون الأمور ، لكن لضيق العقل اغلب العرب فقدوا حاسة النقد التي كرمهم الله بها. إن اعتماد العرب على الخرافة كوسيلة لتفسير الظواهر الطبيعية والاجتماعية يعود إلى قلة الوعي العلمي والمعرفة الحديثة. إذ يعتبر الكثيرون أن الخرافة هي الحل الأكثر تناسباً لأية مشكلة قد تواجههم، دون التفكير بشكل منطقي أو علمي.و ينظرون بازدواجية غبية جداً إلى الكوارث الطبيعية ، عندما تحدث للدول الغربية تكون نقمة من الإله ، بخلاف أن حدوثها في دولة عربية أو إسلامية تكون ابتلاء من الله عز وجل يجب أن يصبروا عليها و على صبرهم سينالون الثواب و الحسنات. بالرغم من التطورات الهائلة التي شهدتها العالم في مجالات العلوم والتكنولوجيا، إلا أن العديد من العرب لا زالوا محافظين على الخرافة والتفكير التقليدي. مما يؤدي إلى عزوفهم عن التعلم وتحقيق النجاح في حياتهم الشخصية والمهنية. إن الانفصال الذي يحدث بين العقل العربي والحداثة يعد عائقاً كبيراً أمام التقدم والتطور في المجتمعات العربية. فالتمسك بالخرافة يعوق الابتكار والتقدم، مما يجعل العرب يبتعدون عن مسار التحديث والتطور. لذا، يجب على المجتمع العربي أن يتحرر من أسر الخرافة ويعتمد على المعرفة والتعلم الحديث كوسيلة لبناء مستقبل أفضل. يجب تشجيع العقل العربي على الاستقصاء والاكتشاف والتفكير النقدي، من أجل تحقيق التقدم والرفاهية في المنطقة. دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هما من بين الدول العربية التي شهدتا تطوراً سريعاً في مختلف المجالات خلال السنوات الأخيرة. فقد سارت دولة الإمارات في طريق الحداثة والوعي، حيث قامت بالعديد من الإصلاحات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي ساهمت في رفع مستوى المعيشة وتحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين على حد سواء. قامت الامارات بخطوة سبقت بها كل الدول العربية فى مجال الحريات الدينية حيث صرحت ببناء أكثر من معبد بوذي نظراً لكثرة العاملين الهنود الذين يدينون بالبوذية هناك.و ذلك كان من سنوات عدة ، حيث تم افتتاح أحد المعابد فى حضور بعض الأمراء من الأسرة الحاكمة.و ذلك التنوع له وجهان ربما أحدهم مفيد و هو قبول الآخر حتي بخرافاته و النظر من جديد فى خرافاتنا الموروثة. أخشي أن بعض محبي اعتناق الخرافة يعتنقون خرافات الآخرين. وفي السعودية، اتخذت الحكومة العديد من الخطوات نحو الوعي والتحديث، على رأسها رؤية المملكة ٢٠٣٠، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد وتحقيق التنمية الاجتماعية. كما قامت السعودية بتحديث القوانين وتعزيز المساواة وحقوق المرأة و منع طباعة و تداول الكتب التراثية و الدينية التي تعوق تقدم الفكر و الوعي، وهو ما يعكس التحول الإيجابي الذي تمر به البلاد نحو الوعي والحداثة. و أخيراً اليكم قصيدة "الخرافة" للشاعر السوري نزار قباني. الخرافة. حين كنا .. في الكتاتيب صغارا حقنونا .. بسخيف القول ليلا ونهارا : درسونا "ركب المرأة عورة" "ضحكة المرأة عورة" "صوتها من خلف ثقب الباب عورة" .. صوروا الجنس لنا .. غولا .. بأنياب كبيرة .. يخنق الأطفال .. يقتات العذارى خوفونا .. من عذاب الله إن نحن عشقنا .. هددونا .. بالسكاكين إذا نحن حلمنا .. فنشأنا.. كنباتات الصحاري . نلعق الملح ، ونستا ف الغبارا يوم كان العلم في أيامنا .. فلقة تمسك رجلينا وشيخا.. وحصيرا .. شوهونا شوهوا الإحساس فينا والشعورا .. فصلوا أجسادنا عنا .. عصورا .. وعصورا .. صوروا الحب لنا .. بابا خطيرا لو فتحناه.. سقطنا ميتين فنشأنا ساذجين وبقينا ساذجين نحسب المرأة .. شاه أو بعيرا .. ونرى العالم جنسا وسريرا


صوت بلادي
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- صوت بلادي
المدقريّ … الساعي الصامت (17) بقلم د. علي زين العابدين الحسيني
كثيرًا ما يقول لي من حولي: إنك لا تُجيد قول "لا". وربما في ظنهم أني بذلك أُضيّع وقتي وجهدي فيما لا طائل منه. لكنني مذ عرفت نفسي ما وجدت في الدنيا ألذّ من قضاء حوائج الناس، ولا أطيب من ابتسامة ترتسم على وجه محتاج. ولا يكون ذلك عن ضعفٍ، أو عن سذاجةٍ في الطبع، وإنما عن طِباعٍ سكنت فيّ حتى صارت لي خلقًا لا أتنكّب عنه، ولا أستطيع له فكاكًا. نشأتُ في بيتٍ يرى في الخير دينًا، وفي المعروف سُنّة، وفي بذل الجهد حقًّا لا يُنتظر عليه جزاء. ما شهدتُ من والدتي الشريفة سهام السيد محمد سليمان العناني الحسيني -رحمها الله- إلا مبادرةً إلى البر، ومسارعةً إلى الإحسان، تُعطي من قليل، وتُكرم على ضيق، كأنما جبل قلبها على السخاء، ولو أن في يدها قوت يومها لاقتسمته وفي عينيها الرضا. وكانت تقول لي مرارًا: "افعل الخير ولا تنتظر عاقبته؛ فالله لا يُضيع أجر المحسنين". فتشبعت نفسي بذلك المعنى، ورضيت به طبعًا وسلوكًا، حتى غدا السعي في مصالح الناس عندي جزءًا من ذاتي، لا فضلًا يُذكر، ولا تفضُّلًا يُمتنّ به. ولأمرٍ لا أُحسنه تفسيرًا، فإنّ الله قد يسّر لي قلوبًا تُفتح، ووجوهًا تُقبل، وسبلًا تُسلك، فربطت بين من لا يظن أحد أن بينهم صلة، وألّفت بين شرقٍ وغرب، وقريبٍ وبعيد، وأعنتُ من قصده العجز أو نأى به السبيل. وكم من نَفَرٍ انتفعوا بذلك انتفاعًا جمًّا، ثم مضوا لا يلوون على شكر، ولا يلتفتون إلى صاحب المسعى ولو بنظرة مودّع أو كلمة عابرة أو ذكر حسن. وما كنت يومًا من أهل الجزع، ولا ممّن يمدّ يده إلى المعروف منتظرًا ثمرته، ولكنّ القلب إذا كُثِر عليه الوطء وَهَى، وإذا أُفرِط عليه الجحود اشتكى، والنفس وإن سمت فإن لها طاقةً إذا استُهلكت خفُت وهجها. على أن المرءَ إذا سعى في حاجةٍ، وأحسن التدبير لها، وكان نجاحها معتمدًا على غيره، ثم رأى ذلك الغير يبطئ ويتخاذل، ويُفسد بعد إحسان، ويهدم بعد بناء، فلا لوم عليه إن أضناه الغمّ وأثقلته الحسرة. إذ كيف يُلام من مهّد الطريق، ولم يُسِئ في تدبيره، ولم يدّخر جهدًا؟ أفَيُحمَّلُ الساعي تبعات المتكاسل؟! ومع هذا كله، لم أملك قط أن أردّ طالبًا، ولا استطعت أن أُغلق بابي في وجه محتاج، وظلّت كلمة "لا" غريبة على لساني، لا تعرف إلى معجمي سبيلًا؛ فإنّ في قضاء الحوائج راحة لا تُوصف، وفي العطاء سعادة لا تُقارن، ومن ذاق ما ذقت أدرك ما أدركت. غير أنني على النقيض من انبساطي في خدمة الناس لا أحب الهاتف، ولا أستسيغ صوته المتكرر، ولا أرتاح لطول المكالمات، فأُحب أن يكون الحديث فيه على قدر الحاجة، عابرًا كظلّ الغيم: لا يُثقل ولا يُقيم، كلمات يسيرة تفي بالغرض وتمضي كما جاءت. ما ألفتُ في يوم من الأيام ضجيج الهاتف، ولا سلّمت له نفسي، وأبقيته مذ اقتنيته على الصامت، لا يرنّ ولا يهتز، كأنما بيني وبينه عهدُ سكونٍ لا يُكسر، وأحب إلى قلبي أن يكون التواصل عبر رسائل نصية، فالكتابة عندي أجل وأعظم. كان في أول الأمر عذرًا أختبئ خلفه: المكالمات تُكلّف، وأنا لا أحب أن أثقل على أحد. فلما صارت الدنيا بلا تكلفة -بفضل وسائل الاتصال الحديثة التي تتيح لنا المكالمات المجانية- وظللت على طبعي، علمتُ أن العذر لم يكن في المال، وإنما في نفسي التي لا تُحبّ المداومة على الحديث، ولا تأنس إلا بالسكينة. ولعل هذه العادة طبع ورثته عن الوالد -أطال الله بقاءه في عافية تامة- فقد كان إذا حادثني عبر الهاتف يميل إلى الاختصار، يوجز الحديث ويعجِّل بالختام، وكأنّ الكلمات عنده تُوزَن بميزان الدقة لا العاطفة. وكنت في غربتي أُمسك بصوته كالغريق، أطيل الحديث رجاء الوصل، لكنه كان يكتفي بالقليل ويمضي، فكنت أجد في مكالمته دفئًا عابرًا، وفي عجَلته مسحة من البُعد، كأن الغربة لم تكن في المكان وحده، بل تسللت إلى الصوت أيضًا. وإذا بي -ذات يوم- أقرأ للراحل الوزير الأستاذ غازي القصيبي كلامًا يصف فيه "عادةً من عاداته الرديئة"، فيقول: إنه لا يُحب الهاتف، ولا يردّ إلا على مضض، ويُسعده أن يُصاب هاتفه بعطل! ابتسمت حين قرأتها، وقلت: ها هو ذا يقول ما لم أكن أحسن التعبير عنه، وكأنما نطق بالنيابة عني، أو كأن بين النفوس خيوطًا خفيّة لا تُرى، لكنّها تشدّ بعضها إلى بعض فيما لا يُقال، وفيما يُحسّ وحده.


صوت بلادي
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- صوت بلادي
آثار دولة فلسطين بقلم دكتورة شاهيناز أبوضيف المؤانس
دولة فلسطين العريقة مرت عليها اثان وعشرون حضارة مختلفة منذ العصر الحجري حتي العصر الإسلامي المتأخر كلها أثار ثرية تحكي عن ماض عريق ومجد زاخر بدأ من جامع الخضراء، جامع الميناء، جامع جنين الكبير، جبل جرزيم، قرية مريم المجدلية، قصر الباشا، قصر هشام، قبةالصخرة المشرفة قلعة برقوق، قلعة شفا عمرو، قلعة كوكب الهوا، قيسارية، كفر ناحوم، كنيسة البشارة،المسجد الإبراهيمي ويقع هذا المسجد في مدينة الخليل، وسمي بهذا الاسم لأنه يضم قبر نبي الله ابراهيم عليه السلام، ويحيط المسجد الإبراهيمي سور قديم تم بناؤه قبل حوالي 2000 عام ويعد قصر هشام الواقع في مدينة أريحا، وسمي بهذا الاسم لأن الخليفة الأموي هشام عبد الملك هو من قام ببناؤه. بشكل عام تتجلى معاني الهندسة المبتكرة في كل جزء من أجزاء هذا القصر؛ كونه مزين بالزخارف الملفتة، كما أنه يضم الجوامع والقاعات المليئة بالأعمدة الأثريةوأما حدائق البهائيين والتي تتواجد في مدينة حيفا، وهي من أجمل الحدائق على مستوى العالم، ويقع أيضاً ضريح علي محمد رضا الشيرازي في نفس المدينة كنيسة القيامة المقدسة والموجودة في مدينة القدس، وهي من أهم الكنائس في العالم واجملها حيث يعتقد المسيحيون ان سيدنا عيسى عليه السلام، قد تم صلبه فوقها، مسجد حسن بيك الحاكم العثماني الذي حكم يافا أثناء الحكم العثماني، ويقع مسجد حسن بيك بالقرب من البحر في مدينة يافا، ويحتوي على قبة ومأذنة واحدة، وكنيسة البشارة تم بنائها في عام 427 للميلاد، بشر فيها سيدنا جبريل عليه السلام السيدة مريم العذراء بولادة عيسى عليه السلام فيها، وتقع هذه الكنيسة في الناصرة وتعد كنيسة المهد والتي شهدت مكان ولادة السيد المسيح عيسى عليه السلام، وتقع في بيت لحم. وتم إدراجها من قبل اليونيسكو في قائمة مواقع التراث العالمي،وأما كنيسة مريم المجدليةوالتي تقع في منطقة جبل الزيتون في القدس، تحمل هذه الكنيسة قبة ذهبية مميزة، وتمتاز بتصميمها الرائع.الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة :تَختلط الأمور على الكثير من الأشخاص فى الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة، إذ أن المسجد ذو القبة الذهبية هو مسجد قبة الصخرة الذي يعتبر جزءاً من أجزاء المسجد الأقصى ويقع داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك، وبني مسجد القبة الصخرة بعد المسجد الأقصى.واما الأقصى هو أحد أكبر مساجد العالم ومن أكثرها قدسية للمسيحيين وللمسلمين، ويشد الرحال إليها وفق سنة رسول الله صل الله عليه وسلم ، وهو أيضا أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهناك اختلاف بينه وبين مسجد قبة الصخرة، فالأخير جزء من الأول. يقع المسجد الأقصى، داخل البلدة القديمة بالقدس الشريف بدولة فلسطين، وهو كامل المنطقة المحاطة بالسور واسم لكل ما هو داخل سور المسجد الأقصى الواقع فى أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة المسورة وتبلغ مساحة المسجد الأقصى قرابة 144,000 متر مربع، ويشمل قبة الصخرة والمسجد القبلى والمصلى المروانى وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم، ويقع فوق هضبة صغيرة تسمى "هضبة موريا"، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع فى قلبه"و لا يعرف بشكل دقيق متى بنى المسجد الأقصى، ولكن ورد فى أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم، بأن بناءه كان بعد بناء الكعبة بأربعين عامًا، فعن أبى ذر رضي الله عنه أنه قال: "قلت يا رسول الله أى مسجد وضع فى الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أى ؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما ؟ قال: أربعون سنة".وأما مسجد قبة الصخرة : "فهو مصلى قبة الصخرة و هو أحد أجزاء المسجد الأقصى "فالمسجد الأقصى هو كل ما داخل سور الأقصى"، وهو جزء من أحد أهم المساجد الإسلامية فى مدينة القدس، ويعد أيضاً من أجمل الأبنية فى العالم، وتعد قبّته من أهم وأبرز المعالم المعمارية الإسلامية، وهو أقدم بناء إسلامى بقى مُحافظاً على شكله وزخرفته.ولقد قام ببناء مسجد قبة الصخرة والقبة الخليفة عبد الملك بن مروان، وبدأ فى بنائها عام 66 هجريا الموافق 685 ميلاديا، وانتهى منها عام 72 هجريا الموافق 691 ميلاديا".و تعد قبة الصخرة عبارة عن بناء مثمن الأضلاع له أربعة أبواب، وفى داخله تثمينة أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، فى داخلها دائرة تتوسطها "الصخرة المشرفة" التى عرج منها النبى محمد (صل الله عليه وسلم) إلى السماء فى رحلة الإسراء والمعراج، وترتفع هذه الصخرة نحو 1,5 متراً عن أرضية البناء، وهى غير منتظمة الشكل يتراوح قطرها بين 13 و 18 متراً، وتعلو الصخرة فى الوسط قبة دائرية بقطر حوالى 20 متراً، مطلية من الخارج بألواح الذهب، رتفاعها 35 مترا، يعلوها هلال بارتفاع 5 أمتار،ومن المعالم الفلسطينية أيضا القبر المُقدَّس) إحد أبرز المَعالِم المسيحيّة في فلسطين؛ وهي كنيسة أثريّة قديمة يُذكَر أنّ يسوع الناصريّ قد دُفِن فيها، علماً بأنّها تتميّز بتصميمها المعماريّ الرائع؛ حيث تُغطّي جُدرانها الداخليّة العديد من اللوحات الفسيفسائيّة، والزخارف ذات الألوان المُتجانِسة، وتستقرُّ على سطحها قُبّة حجريّة ضخمة، ويقع كهف صدقيا يقع كهف صدقيا في مدينة القدس القديمة ، يتضمّن مجموعة كهوف أثريّة تاريخيّة يعود تاريخها إلى حوالي 2000 سنة اذ تنبع دموع صدقيا. وهناك العديد من الكهوف مثل كهف العامود وكهف حايموني وكهف مغارة كبارة مغارة مانوت وادي الكهوف القديمة في الكرمل وكهف ناحال همر ،وجبل الإغراء؛و جبل الإغراء هو جبل قديم يحظى بأهمّية دينيّة، وقد بُنِي على سَفحه دير يمتزج بشكل رائع بأحجار الجبل، ويُمكن رؤية العمارة الرائعة للدير التاريخيّ من الأسفل.وخان العمدان يقع خان العمدان، والذي بناه أحمد باشا الجزار ، وذلك في نهاية القرن 18 للميلاد، في مدينة عكا وكان التجار قديماً يقومون بوضع البضائع في الطابق الأول من الخان، وينامون في الطابق الثاني. ) الذي بُنِي ويُعَدُّ الخان الأجمل في المدينة؛ حيث يتميّز بعمارته الرائعة، كما يظهر بُرج الساعة العُثمانيّ في أعلى المبنى، ويتوسّط الهيكل المُكوّن من طابقَين ساحة واسعة مُحاطة برُدهات ذات أعمدة. وهناك قاعات الفرسان تُعَدُّ واحدة من أبرز مَعالِم مدينة عكّا الفلسطينيّة؛ وهي قلعة أثريّة تاريخيّة بُنِيت من قِبل فرقة فرسان الإسبتارية قَبل حوالي 800 سنة، وكانت تُستخدَم كمقرِّ إقامة للفرسان، والجنود، ومكان ضيافة للحُجّاج القادمين إلى الأراضي المُقدَسة.ويعد حي الشيخ جراح من الأحياء المقدسة ويقع تحت الاحتلال الاسرائلي. وهو أحد أحياء القدس الشرقية. حي الشيخ جراح بالقدس اسمه مستمد من الأمير حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي، طبيب صلاح الدين الأيوبي، القائد الكردي المسلم، الذي تحول إلى رمز لأجيال عربية متعاقبة منذ نحو 900 عامًا، ويتهدده مخطط إسرائيلي استيطاني اعلن عنهُ الآن، ويتضمن بناء 200 وحدة سكنية لإسكان مستوطنين يهود فيها، وسط هذا الحي العربي الواقع في القدس الشرقية المحتلة عام 1967م. ونري اليوم أن ما يحدث في الشيخ جراح علي الرغم من تواجد فنادق، مساجد وكنائس ومراكز طبية، وملعب؛ (مؤوحيدت)، وملعب الشيخ جراح ويوجد من القنصليات المتواجدة في القدس من بينها القنصلية البريطانية والإيطالية والتركية. إلا أن ما حدث من نيران وقذائف وهدم وقتل ما هو إلا نتاج لحملة استمرت لسنوات من قبل اليهود الإسرائيليين لمحاولة طرد الفلسطينيين بكافة طوائفهم مسيحيين ومسلمين من القدس ، وحي الشيخ جراح له أهمية من حيث عمره وأهميته بالنسبة لمدينة القدس ، فالأمم المتحدة مؤخرا دعت اسرائيل الى وقف على الفور كل عمليات الإخلاء القسري، واعتبرت أن عمليات الإخلاء تنتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي، لا تزال القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية، والذي ينطبق القانون الدولي الإنساني جمهورية اليهود المنسية " بايرويدجان "جمهورية اليهود الأولى وتقع بايرويدجان في الجنوب الشرقي . لروسيا ؛ولا يعلم بوجودها الأغلبية من العالم لأن اسرائيل تسعى جاهدة إلى تعتيم هذه الحقيقة ومنع الإعلام من زيارتها ، وهذه الجمهورية هي الوطن الأول لليهود في العالم ،إذ كانت هجرتهم اليه قبل فلسطين إلى أن ظهرت الصهيونية تأسست عام ١٩٢٨ بدعم وتشجيع من يهود امريكا أنفسهم ممثلين في هيئة كانت تضم في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي (أينشتاين) والكاتب الامريكي المعروف (غولدبرغ )وفكرة توطين اليهود في فلسطين ، وقد نجح الصهاينة في إبعاد الأعلام عن جمهورية اليهود الاولى التي تأسست بدون حاجة لاغتصاب أراضي من السكان ألاصليين ، ويعتبر سكانها بالكامل من اليهود .وما تخافه إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها هو الترويج لفكرة عودة اليهود إلى موطنهم الأول في واقناع العالم بعودة آمنة لليهود المقيمين في فلسطين الى جمهورية بايرويدجا و ينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة فيها ويتحدثوا لغة ال "يديش" لغة يهود أوروبا من دون اَي معاداة للسامية كما تروج له الصهيونية العالمية حاليا وجمهورية بايرويدجان ذات الحكم الذاتي في روسيا الاتحادية مساحتها تصل مساحتها 41,277كم تماثل مساحة بلد أوروبي مثل سويسرا بكثافة سكانية ضئيلة تصل ال ١٤ نسمة/ميل مربع مقابل ٩٤٥ نسمة/ميل مربع في الكيان الصهيوني وقادرة على توطين كل اليهود بالعالم بمن فيهم اليهود المغتصبين لأرض فلسطين ، وفي حال حدوث ذلك يمكن إنهاء مأساة تهجير الفلسطينيين المبعثرين في أرجاء الارض وتسهيل عودتهم إلى فلسطين.وهذه الفكرة تتعارض مع أهداف الصهيونية العالمية والدول الغربية المستفيدة من وجود دولة إسرائيل في الوطن العربي والشرق الأوسط بسبب وجود اسرائيل القائم على تبادل المنافع في حماية المصالح الغربية والاعتماد عليها للقيام بحروب الوكالة في بعض الأحيان ضد من يهددون مصالح الغرب .ومن ضمن الاثار المهدمة في قطاع غزة، تعرّضت بعض المواقع الأثرية القيّمة التي تعود إلى آلاف السنين إلى التدمير الكلي ليس فقط من خلال القصف الإسرائيلي المتكرر فحسب، بل من خلال البناء على هذه المواقع (مثل قلعة برقوق المملوكية في خان يونس ) من الأمثلة على ذلك ميناء الأنثيدون في شمال غزة الذي يعود إلى الحقب الأشورية والرومانية واليونانية ابتداء من 1200 قبل الميلاد إلى 324 بعد الميلاد، وتلة أم عامر في النصيرات التي تحتضن ديراً مسيحياً من القرن الثالث بعد الميلاد، وهو دير القديس هيلاريون .دمّر القصف الإسرائيلي الكثيف والمتواصل على قطاع غزة ما يقارب 100 معلم أثري في القطاع بعضها عمره يزيد عن 2000 عام، من أصل 325 موقعًا أثريًا في غزة، من أبرز المواقع الأثرية التي تعرضت للتدمير كانت الكنيسة البيزنطية وكنيسة القديس برفيريوس ثالث أقدم كنيسة في العالم والمسجد العمري والمقبرة الرومانية التي يزيد عمرها عن 2000 عام المسجد العمري الكبير مسجد السيد هاشم وكنيسة القديس بيرفيريوس وقصر الباشاالكنيسة البيزنطية،مقبرة دير البلح مسجد الظفر دمري الأثري دار السقا الأثرية والمدرسة الكماليةومقام الخضر حمام السمرة ودير القديس هيلاريون وقصر الباشا مسجد عثمان قشقار ميناء البلاخية. وتتوالي جرائم اليهود لتطال البشر والحجر والشجر .


صوت بلادي
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- صوت بلادي
الجمال في الأدب والفن بقلم / سامح إدوار سعدالله
الجمال في الأدب والفن إن الأعمال الأدبية مثل الشعر والقصة والرواية، ليست مجرّد أنماط تعبيرية أو وسائط لغوية، بل هي فضاءات ينكشف فيها الجمال بأسمى صوره. فالكلمة حين تُصاغ بصدق وشاعرية، تصبح كأنها لوحة صوتية تُطرب الروح وتثير الخيال في الشعر، يظهر الجمال في إيقاع اللغة، في الصور البلاغية، في قدرة الشاعر على تحويل اللحظة العابرة إلى لحظة أبدية، وعلى تجسيد المشاعر الغامضة بكلمات شفافة. الجمال هنا لا يكون فقط في المعنى، بل في النغم، في التوازن، في الانسياب الذي يجعل من القصيدة كأنها كائن حي يتنفس. أما في القصة والرواية، فإن الجمال يتجلى في رسم الشخصيات، وفي النسج الدقيق للأحداث، وفي الغوص في أعماق النفس البشرية. الرواية الجميلة هي تلك التي لا تروي فقط، بل تُدهش، تُحرك، تُزعزع القارئ، وتضعه أمام مرآة وجوده. ومن أبرز صور الجمال في السرد الروائي أو القصصي، جمال التفاصيل الصغيرة، كأن تكون لوحة معلقة أو مذكرة منسية هي مفتاح التحول في مصير الشخصيات، أو باباً يكشف عن عمق إنساني غير متوقع. مثال: اللوحة أو المذكرة كمصدر للجمال السردي فلنتأمل هذا المثال: في إحدى الروايات، يجد البطل في غرفة جدته القديمة لوحة مرسومة لامرأة تطل من شرفة على بحر غائم، تلك اللوحة لا تقول شيئاً بشكل مباشر، لكنها تحمل في صمتها عالماً كاملاً من الذكريات والحنين، وتثير في البطل شعوراً مباغتاً بالوحدة والجمال. هذه اللوحة تُصبح نقطة انطلاق لرحلته الذاتية، فيبدأ في طرح أسئلة عن ماضي عائلته، عن الحب الذي لم يُكتمل، وعن الجمال الذي يُختبأ أحياناً في أكثر الأشياء سكوناً. أو كمثال آخر: في قصة قصيرة، تعثر فتاة صغيرة على مذكرة قديمة مكتوبة بخط يد أمّها المتوفاة، وتقرأ فيها تأملات عن الحب والحياة. لا تحمل المذكرة "أحداثًا"، لكنها تحمل روحاً. في كل كلمة، جمال عاطفي داخلي يتسرّب إلى القارئ، لأنها ليست فقط كلمات، بل بقايا حياة، آثار قلبٍ كان ينبض. وهنا يكون الجمال أدبياً وروحياً في آنٍ واحد. هكذا، فإن الأدب والفن ليسا وسيلتين للتسلية أو العرض، بل هما جسران يُعبران بالإنسان من العادي إلى العميق، من المألوف إلى المدهش. في كل عمل أدبي حقيقي أو لوحة فنية صادقة، يكمن وعدٌ بالجمال، دعوة لاكتشاف الحياة من جديد، بقلب يرى لا بعين فقط. لذلك وجب علينا أن ننوه إلى امثاله عظماء الآدب على مستوي انحاء العالم مثل فلسفة الجمال والحب في الأدب بين القديم والحديث ... الجمال والحب قيمتان إنسانيتان متجذرتان في عمق الوعي، لا تنفصلان عن التجربة الوجودية للإنسان. والأدب – بصفته مرآة للروح – لم يتوقف يومًا عن البحث فيهما، عن صورهما، عن تقلباتهما، وعن تناقضاتهما. فالحب ليس مجرد شعور، كما أن الجمال ليس مجرد زينة… إنهما تمظهرات للحقيقة، أدوات لاكتشاف الذات والعالم، وأحيانًا: خلاص للروح. فلسفيًا، الجمال لا يُحصر في الشكل أو الانطباع البصري فقط، بل هو تجربة وجدانية وروحية تتجاوز الإدراك الحسي، وترتبط بالمشاعر والخيال واللغة. والحب، كذلك، ليس فقط عاطفة رومانسية بل قيمة وجودية تعيد تعريف الذات في علاقتها بالآخر. وهنا يأتي الأدب، قديمه وحديثه، ليحمل هذا الوعي الجمالي والحُبّي، فنراه يصوغ القيم الوجدانية في هيئة كلمات، صور، مشاهد، وذكريات. نبدأ بأمثلة من أدباء عالميين تركوا بصمة لا تُنسى . ويليام شكسبير – "روميو وجولييت" و"سونيتات الحب" في "روميو وجولييت"، يقدم شكسبير واحدة من أعمق التراجيديات الرومانسية التي ربطت الحب بالجمال والموت في آن. الحب هنا قوة مدمّرة ومخلِّصة، فيها من الجمال ما يجعل الموت نفسه يبدو نبيلًا. الجمال يتجلى في اللغة، في البلاغة التي يصوغ بها العشاق مشاعرهم: "ما اسمُ الوردة؟ لو دعوناها بأي اسم آخر، ألم تكن لتفوح بالعطر ذاته؟" وهنا تصبح اللغة نفسها عملًا جماليًا، والحب تمردًا على الواقع، وصعودًا إلى المُثل.. أنطون تشيخوف – "السيدة صاحبة الكلب" يمثّل تشيخوف نموذجًا للجمال الصامت في الأدب الحديث. في هذه القصة، الحب لا يُعلن، لا يتوسّل الدراما، بل يتسلل في التفاصيل: في نظرة، في لقاء عابر على شاطئ، في لحظة صمت داخل قطار. الجمال هنا في الرهافة الإنسانية، في تصوير الشعور وهو ينمو ضد كل منطق، حيث يصبح الحب كشفًا داخليًا للذات، لا مجرد علاقة. طه حسين – "دعاء الكروان" و"الأيام" في رواية "دعاء الكروان"، يظهر الجمال في التحوّل، حين تتغيّر الشخصية من الضحية إلى الواعية، من الانكسار إلى الحب الذي يعلّمها الحقيقة. تكتشف البطلة أن الحب ليس دائمًا خلاصًا، لكنه يجعلها تبصر ذاتها والواقع بطريقة جديدة. كما أن لغة طه حسين – بلغتها العالية الرقيقة – تصوغ عالمًا من الجمال التعبيري. وفي "الأيام"، يظهر الجمال في التذكر، في سرد الطفولة، في رسم العلاقة مع الأم، ومع نور المعرفة وسط ظلام البصر. حتى دفتر بسيط أو صوت شيخ في الأزهر يتحول إلى شيء جمالي محمّل بالحب. . فيكتور هوغو في "البؤساء"، لا نرى الجمال فقط في المشاهد الطبيعية أو الأوصاف، بل في الرحمة، في إنسانية جان فالجان، في حب الأبوة الذي يكنّه لكوزيت. في مشهد صغير تمسك فيه كوزيت دمية مكسورة وتجد فيها كل الفرح، نكتشف أن الجمال ليس في الكمال، بل في النظرة الطفولية القادرة على بث الروح في الأشياء. في الشعر، يتجلّى الجمال في الإيقاع، في الصورة، في الغموض الذي يفتح المعنى. بيت شعري واحد قد يحمل في داخله عالماً كاملاً من الحب والحزن. في القصة، الجمال في اللحظة، في التوتر، في التكثيف. قصة قصيرة قد تحمل نغمة وجودية تمتد إلى ما بعد الصفحة الأخيرة. في الرواية، الجمال في العمق، في تطور الشخصيات، في الأنسجة المتداخلة بين النفس والمجتمع والتاريخ، حيث يصبح الحب تجربة تنمو أو تذبل، حسب طاقة الشخصية على التفتح أو التقهقر. من شكسبير إلى طه حسين، ومن هوغو إلى تشيخوف، يتكرر حضور الجمال والحب في الأدب باعتبارهما قوتين خلاقتين، قادرتين على منح العالم معنى، والإنسان كينونة. إن الجمال لا يكون في الشيء ذاته، بل في الطريقة التي نرى بها هذا الشيء، والحب لا يكون فيما نملكه بل فيما نمنحه بحرية. لذا، فإن كل عمل أدبي هو – بطريقة ما – عملٌ في الحب، وفي الجمال.


صوت بلادي
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- صوت بلادي
أهمية التطيّر فى المٌعتقد الشعبي بقلم د.سهام عبد الباقي
تحظى المٌعتقدات الشعبية الخاصة "بالتطيّر" بأهمية بالغة فى الثقافة الشعبية لأنها ترقى إلى مرتبة الإيمان أو الإعتقاد الشعبى المتوراث جيل بعد جيل والتطير كما ورد فى معجم المعانى من يتطيَّر، تطيُّرًا، والمفعول مُتطيَّر به،والمقصود به ما "نتشاءم منه، أو نتفاءل به". وقد عٌرف التطيّر فى مٌختلف الثقافات وكافة العصور منذ بِدء الخليقة وإلى وقتنا الراهن وحتى قيام الساعة، وهو يعكس ردة فعل الإنسان مع البيئة المحيطة به وحوادثها التى عجز الإنسان البدائى عن إيجاد تفسيرات منطقية لها فقام بتفسيرها وفقَا لمشاعرة وتصوراته حتى باتت عقيدة لدية لا تقبل الشك، أو السخرية منها،أو التقليل من أمرها. وقد كان للعرب باعًا طويلاً فى أمر التطيّر وتأثرت به نظمهم الإقتصادية والسياسية كالحروب والغزوات، وكثير من الأمور المرتبطة بالشئون الداخلية والخارجية للقبائل كان يتم البت فيها من خلال التطيّر.حتى حرمته العقيدة الإسلامية لأنها قامت على العلم واعمال العقل والأخذ بالأسباب المادية وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: لا عدوى، ولا طيرة ،ولا هامة، ولا صفر، ويعجبني الفأل قيل: يا رسول الله! وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة. والمقصود بالعدوى هنا هو الأعتقاد الذى كان سائد لدى عرب الجاهلية بأن الأقتراب من المريض أو عودته يٌعد نذير شؤوم لأنه قد يصيب من يخالطه بالمرض، فالنبى لم ينفى وجود العدوى الفيروسية بدليل أنه ﷺ كان يأمر بالتباعد بين الناس والعزل فى المنازل فى زمن الأوبئة. وعلى المستوى الشعبى إرتبط التفاؤل والتشاؤم أو"التطيّر" أو"الطيرة" بكثير من الحيوانات،والطيور، والأدوات والأفعال. كالتشاؤم من الكلب والقط الأسود لأنهما قد يحملان أرواحًا شيطانية وقد حذّر النبى من الكلب الأسود ولكن دون تعميم فكان التعميم من قِبل الثقافة الشعبية، كما تٌعدٌ رؤية الذبابة الخضراء فى المٌعتقد الشعبى نذير شؤوم للاعتقاد بأنها تؤدى إلى وفاة أحد أفراد المنزل ولهذا الإعتقاد أسباب علمية ومنطقية وأخرى ثقافية ،حيث يتغذى الذباب الأخضر على الجثث والجيف لذا فهو يتواجد بكثرة فى المقابر، أما السبب الثقافى فيرجع لتصور شعبى مفاده أن الأرواح تتنكر فى شكل ذباب أخضر فى المقابر لتٌرحب بالزائرين. ويٌعد أيضًا طائر البوم والغراب والقرد نذير شؤوم، بينما تٌعد طيور الحمام واليمام " الجمرى" نذير خير وبركه، ويعد براز الطيور على الملابس في المعتقد الشعبي فأل حسن وطالع خير ودليل على الرخاء وسعة الرزق، وكذلك بول الرضيع كونه طاهر طالما كان إعتماده الأساسى على حليب أمه فقط دون إدخال طاعم آخر. كذلك كف المولود المفتوح يبشر بسعة الرزق لوالده. بينما يٌعد المقص المفتوح، والخياطة،والكنس ليلًا، والحذاء المقلوب نذير شئوم، ويَتيمّن كثير من المجتمعات بحدوة الحصان،والترسة وهى السلحفاة المائية،وقنديل البحر،ونجمة البحر،لذا يقوم الكثير من أبناء البيئة الساحلية بتحنيطهم ووضعهم أمام منازلهم أو فى محالهم التجارية جلبا للرزق والحظ . قس على هذا الكثير والكثير من الأمثلة. من أجل هذا كان التطيّر هو السبب الرئيسى والمباشر فى إتخاذ كثير من التدابير، والإجراءات الإحترازية فى الثقافة الشعبية مما يعكس خٌطورة المٌعتقدات الشعبية وما قد تسببه لدى البعض من هوس، أو هلع ربما قد يصل بهم إلى تعطيل حياتهم أو يؤجل، ويؤخر قراراتهم بموجب تلك المعتقدات التى لا سند عليها ولا دليل غير أنها أصبحت مترسخة فى الوجدان الجمعي للمجتمعات تزيد درجتها أو تقل وفقا لحالة المٌتلقى النفسية والوجدانية، ودرجة العقلانية التى يتعامل بها مع تلك المعطيات. ولا يقف الأمر عند مستوى علمي أو ثقافي معين فكثير من المتعلمين والمثقفين يقعون تحت طائلة التطيّر المحرم دينيًا ليظل الانسان آخذًا بالأسباب ومٌوكلها إلى ربها ومٌسببها. لكن يظل فى جانبا خفيا فى باطن بعض البشر ذلك الخوف والتوجس من الغد بصفته الشريان الذي لم يزل يغذي التطير ويجعل له مكانًا بارزًا داخل النسق الثقافي .